
نأتي إلَـى خطورةِ التفريط في هذه المسئولية، اللهُ سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَـى قال في كتابه الكريم (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ) على لسان نبيين من أنبياء الله سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَـى، نبي الله داوود ونبي الله عيسى عليهما السلامُ، على لسان داوود وعيسى بن مريم، حالة سخط كبير، حالة استياء كبير، حالة مقت شديد، لدرجة أن كُلّاً منهما لعن بني إسرائيل، على ماذا؟، هذا السخط الذي وصل إلَـى هذه الدرجة، هذا أشدُّ ما يمكنُ أن يدعوَ به نبيٌّ على قومه أن يلعنَهم، أشد ما يمكن أن يدعو به {ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُون، كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُون}.
الحالةُ التي سادَتْ في أوساط بني إسرائيل هي كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه، عُطّلت هذه الفريضة بشكل كامل، حينما يُعطّل هذا المبدأُ وَتُهْجَرُ هذه الفريضة في واقع الأُمَّـة، تكونُ هناك سلبياتٌ كبيرة ينمو المنكر، يفرض حضورَه في الساحة فيسيطر على الساحة تماماً، إذا غُيّب من الساحة صوتُ الحق، إذا عُطّلت فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والموقف من الظالمين والفاسدين والطغاة والمجرمين خَلَتْ لهم الساحة، حينها تستحكم قبضتهم، تقوى سلطتهم، تكبر هيمنتهم، فيملؤون الساحة بدون تردد بدون رادع بدون حاجز بدون مانع بالمنكرات والمفاسد والمظالم والطغيان، حينها يتجرؤون على فعل أي شيء مهما كان فظيعاً، مهما كان إجرامياً مهما كان وحشياً مهما كان طغياناً، لا يتحرجون من شيء.
اقراء المزيد